الاثنين، 27 مايو 2013
 التين الكمثري أو التين الهندي

الصبار أصله شمال إفريقية ودول آسيا وتمتاز دول شمال إفريقية بإنتاجه.
الصبار الكمثري أو الصبار البري ويسمى كذلك التين الهندي، وهو نبات جبلي يقاوم الحرارة والجفاف لمدة سنين. وأصل هذا النبات شمال افريقية وآسيا وانتقل إلى دول أمريكا اللاتينية. ويكثر في بلدان إفريقيا الشمالية ودول حوض البحر الأبيض المتوسط. ويمتاز الصبار بمقاومته لكل الأمراض النباتية من فطريات وفايروسات، ويقاوم كل الديدان والمتعضيات الأرضية التي تنخر النبات. والصبار لديه قوة كابحة للديدان والحشرات الآكلة للنبات، ولا تقترب هذه الكائنات من التربة التي ينبت عليها الصبار. ويزع الصبار بصعوبة في بعض أنواع التربة كما يتطلب وقتا ليبلغ طور الاشتداد والاستفادة منه إما للحيوانات ككلأ أو للإنسان كخضرة وكفاكهة من النوع الممتاز. والصبار لا ينبت جيدا إلا في الأراضي الوعرة والتربة الصخرية وعموما كان الناس لا يزرعونه في الأراضي الصالحة للزراعة وإنما في كل الأماكن التي تصلح للرعي والزراعة،ولذلك كان المغاربة يزرعون في الهضاب المرتفعة التي لا تصلح للزراعة وكذلك الأراضي الصخرية التي يستحيل حرثها فيلجأ المزارعون الذين كانوا بارعين في علم الزراعة إلى غرس هذه الأراضي بالصبار لأمرين الأول هو الاستفادة من الفواكه والثاني هو الاستفادة من أوراقه كعلف للماشية فكانت الأوراق تحك لإزالة الشوك ثم تعطى للحيوانات، وكان يعطى بالخصوص للجمال ولا يضاف معه أي شيء، ولا تزال هذه الإستعمالات جارية. ولا يحتاج المزارعون المغاربة إلى من يعلمهم هذه الممارسات فهم يعلمونها جيدا، ولا نقول أن العلوم هي التي جاءت بإرشاد الفلاحين والمزارعين باستعمال الصبار، بل العلوم هي التي قضت على كل شيء، وما كنا ننتظر كل هذا الوقت لتقوم حملة بإرشاد الفلاحين بزراعة الصبار لو اقتنعنا بالتقنيات المحلية منذ فجر الاستقلال، وقد عانينا الكثير من وقاية المنتج المغربي من التقنيات الأجنبية الخطيرة على الإنتاج المحلي، ولو اقتنع المهندسون المنحدريون من البادية بهذه التقنيات المحلية لكانا الآن رائدين في الإنتاج، لكن مع الأسف تعقد هؤلاء من التقنيات الأجنبية فأخذوا ينصحون الفلاحين بأشياء لا تتفق مع المناخ المغربي ولا مع التضاريس ولا البيئة المغربية.
من الخصائص الزراعية لنبات الصبار أنه يعطي الأوراق بكثرة في السنوات الممطرة والفواكه بكثرة في السنوات الجافة. وبذلك يكون نافعا أكثر بالنسبة للماشية لأن في السنوات الجافة يقل التبن والكلأ ويحل الصبار محل هذه المواد العلفية بالنسبة للماشية. ويساعد الصبار على تسمين الماشية إذا ما أعطي مع العلف لأنه يقضي على طفيليات الأمعاء ويعطل الهضم في الأمعاء بمادته الهلامية ليجعل المردودية الامتصاصية ترتفع. والصبار هو أكل الجمال بامتياز وهي النقطة المهمة بالنسبة للإنتاج لأن في هذه الحالة يمكن إنتاج اللحوم بدون تكلفة كبيرة، ويمكن الحصول على لحوم من الدرجة الممتازة والجودة العالية وهي لحوم الجمال وبدون مصاريف باهظة كما هو الشأن بالنسبة للمواشي الأخرى.
إننا لا نعاني من نقص في الخبرة أكثر ما تعاني من جهل حقيقتنا وقيمنا العلمية والمعرفية، ولعل الكارثة أتت من الذين يجهلون هذه الحقيقة، ولو انتبه الناس إلى كل ما ننصح  به في ميدان الإنتاج والاستهلاك لكنا بدأنا زراعة الصبار مند 1960 ولو كنا  بدأنا هذه الزراعة منذ ذلك التاريخ  لما استوردنا الدرة العبر جينية والشعير من الخارج ولما حفرنا الآبار لنسقي الدرة بالقطرة وننسى الخضر والمزروعات الأخرى. فالصبار نعرفه جيدا ونعرف زراعته ولدينا أنواع جيدة ولا نحتاج لمن يعلمنا زراعة الصبار، لكننا نحتاج  باحثين مقتنعين بالإنتاج المحلي والتقنيات المحلية والنظرة الوطنية، نحتاج باحثين منحدرين من الوسط القروي ومتشبثين بهذا الوسط وقابلين العيش فيه، ولا نحتاج لمن يلعب في المختبر بالجينات بزعم تحسين السلالات بل تخريب السلالات. كنا نتمنى أن لا يعرف البحث العلمي هذا النبات ليبقى على الأقل دون تغيير وراثي، وكنا نتمنى أن لا يدخل في إطار التعاون الأجنبي ليبقى محصنا ضد التخريب، لكن المنح الأجنبية قادرة على تخريب كل شيء وقد خربت كثيرا من الأشياء، وسيأتي زمان نبكي فيه على الأبقار الصفراء المغربية وعلى الدرة البلدية المغربية وعلى الفقوس المغربي وعلى الأغنام السردية المغربية. ونحن الآن نبكي على الخرشوف البلدي المغربي وعلى القمح الصلب المغربي، وعلى البصل الأحمر المغربي وعلى الطماطم البلدية المغربية وعلى البطيخ الأحمر المغربي  وعلى الثوم الأحمر المغربي وعلى كثير  من الأعشاب التي اندثرت وربما يندثر الباقي كالزعتر.
ويجمع الصبار بين كونه من النباتات المشوكة وهي النباتات التي تقاوم الحرارة ولا تخضر إلا في فصل الصيف، وبين النبتات الطبية التي تحتوي على مكونات طبية تدخل في العلاج الغذائي، بالإضافة إلى مكونات غذائية للإنسان لأن الأوراق على شكل أدن كبيرة هي من الخضر النفيسة التي لا يعرف الناس مزاياها. ويحتوي الصبار الكمثري على هلام بالأوراق يستعمل كسائل في علاج كثير من الأمراض الجلدية والشعر. ومن الناحية التركيب الكيماوي فإن الصبار الكمثري يحتوي على نسبة عالية من الماء والأملاح المعدنية، والألياف الخشبية وبعض السكريات. فنسبة الماء تصل إلى 90 بالمائة والأملاح المعدنية إلى حوالي 20 بالمائة والكالسيوم إلى 1.5 بالمائة والألياف إلى 10 بالمائة والبروتينات إلى 4 بالمائة إضافة إلى السكريات والفايتمين س والفاتمين أ. وتتوزع الأملاح المعدنية على البوتاسيوم بنسبة عالية 1 بالمائة ونسبة قليلة جدا من السوديوم 0.4 بالمائة والمانغنيز والحديد والمانغنيز والكالسيوم، وفاكهة الصبار تمتاز بالمانغنيز الذي يلعب دورا أساسيا في نشاط العضلات الحمراء، وينشط الخصوبة عند الرجال، ونلاحظ أن المناطق التي يكثر فيها الصبار في المغرب كان ينعدم فيها العقم والسرطان، بل كانت معروفة بالخصوبة لأن معدل الأطفال كان يفوق العشرة لكل امرأة. ويتميز الصبار بالفوسفور وأوراق الصبار تحتوي على نسبة أعلى من الفواكه من الفوسفور.
ومن الناحية الصحية فإن أوراق الصبار كنبات طبي يساعد على الوقاية من التسممات الكيماوية، وقد بينت بعض الدراسات أن الصبار يحفظ من أثر التسمم الكحولي، ويحد من الآلام في الرأس والعضلات. ونظرا لكون كل نباتات فصيلة الصبار تحتوي على هلام  في أوراقها وأشهرها هلام الصبر فإنها تستعمل في علاج الجهاز الهضمي وتحفظ من آلام المعدة والأمعاء وتحد من الإسهالات، وترتبط مكونات الهلام بالمكونات الغذائية في الأمعاء فتعطل الهضم ومرور الأغذية بالأمعاء ولذلك لا يحس الشخص الذي يستهلك الصبار بالجوع. ويحد استهلاك أوراق الصبار من الخدش الذي يسببه الإمساك في الأمعاء، وكذلك التهاب الأمعاء من جراء بعض الأدوية أو التسممات الغذائية والكيماوية.
والمعروف طبيا عن نبات الصبار أنه يخفض من السكر في الدم، وقد حاول بعض الباحثين تفسير هذه المفاعلة الفايزيولوجية بكون الصبار يحتوي على بوتاسيوم بكثرة، وبعض المواد التي تزيل الكوليستيرول من الدم، وقد يساعد هذان العاملان على جعل نسبة السكر في الدم تنخفض، لكن هناك بعض المواد الأخرى الموجودة في الصبار والتي تساعد على خفض السكر بالدم عبر التناسب الهرموني، فهي تلعب دور هرمون الأنسولين وليس دور تخفيف الدم. وننصح المصابين بالسكري خصوصا رقم 2 أن يتناولوا أوراق الصبار كخضرة إما على شكل شربة أو عصير أو مسلوقة، فهي تخفض من نسبة السكر بالدم فور استهلاكها.
ورغم قوة خفض نسبة السكر بالدم فإن الأمر الموجودة في أوراق الصبار فإن استعماله ليس حتميا لخفض السكر بالدم , وإنما يجب أن يكون ضمن النظام الغذائي المبين لأصحاب السكري، وهذا النظام يرتكز على مقومات أخرى. من حيث يجب أن يكون هذا الاستهلاك مراعيا للنظام الغذائي الكلي وليس الصبار فقط. ويمتاز الصبار على الصبر في ميدان التزيين، فماء أوراق الصبار يغسل به الشعر لتقويته وقد كان الصبار يستعمل للقضاء على القمل في الشعر وكذلك فطريات الشعر وتقويته.
وهناك منتوجات أخرى من الصبار لا تزال غير معروفة وكل أجزاء الصبار صالحة للعلاج، ومنها الأوراق والجذور والأزهار والفواكه. فالأزهار معروفة بقوتها ضد ارتفاع الضغط، وتستعمل الأزهار في خفض الضغط أما يابسة أو طرية، كما تستعمل في علاج السرطان وأعراض الجهاز العصبي والكلية. وهي مدرة للبول وتحد من تضخم للبروستاتا عند الرجال. وكذلك الفواكه فهي تلعب دورا كبيرا في علاج البروستاتا.
وفواكه الصبار تكون محاطة بأشواك رقيقة كالشعر من حيث قد تصيب اليدين والفم ولا ترى لأنها دقيقة جدا، ولذلك لا يقبل الناس على استهلاكها بكثرة إلا في بعض البوادي، لأن الذين يستهلكون الصبار يعرفون جيدا مدى أهميته في التغذية. ويستحسن أن يستهلك الأطفال فواكه الصبار بكثرة على شكل عصير لتفادي الإمساك الحاد الذي يسببه الحصى الموجود في هذه الفواكه.وربما يكون استهلاك الصبار على شكل عصير أحسن بكثير من استهلاكه كليا ومباشرة، ويحتوي الصبار على المنكنيز الضروري للعضلات الحمراء في الجسم ليكتمل نشاطها. ونلاحظ أن المناطق التي كان يستهلك فيها الصبار بكثرة كدكالة والرحامنة وقلعة اسراغنة وجنوب المغرب وناحية قصبة تادلة وبعض المناطق بالشاوية الجنوبية لم يكن السكري منتشرا بكثرة ولم تكن الأمراض المزمنة معروفة إلا نادرا جدا، وتمتاز البوادي بشدة العضلات والخصوبة.
ومن المزايا الصحية الهائلة للصبار أنه يساعد على خفض الوزن والحد من السمنة، فالصبار يشد إليه الدهنيات من حيث لا يمتصها الجسم، وهذه الخاصية ينفرد بها الصبار في ميدان علم الحمية، إذ ليس هناك قوة تشد الدهنيات أكثر من الصبار، وبما أن الصبار يستهلك فاكهة وأوراقا فهو يفيد على طول السنة وليست الفواكه فقط هي النافعة وإنما الأوراق كذلك. والألياف الخشبية التي يحتوي عليها الصبار هي التي تشد الدهنيات خصوصا إذا وجدت بكثرة، ولما تتصل وحدات الألياف الخشبية بالدهنيات حيث تشدها إليها فتسفر عن تكون جزيئة كبيرة الحجم من حيث يصعب امتصاصها فتمر عبر الأمعاء لترمى مع الفضلات. وبنفس الطرقة تخفض نسبة الكوليستيرول بالأوعية الدموية، ولذلك فإن استهلاك الصبار يخفض نسبة الكوليستيرول بالدم بسرعة وبطريقة طبيعية دون تناول عقاقير، وليس هناك عقاقير تخفض من نسبة الكوليستيرول بالدم أحسن من الصبار ولا أسرع ولا أكبر.
ويمشي استهلاك الصبار مع نظام غذائي متكامل ليكون العلاج بنسبة عالية، ولا يمكن أن يعطي الصبار كل هذه الفوائد إلا لما يتوقف الجسم عن تناول السموم وكل المحدثات للأمراض المزمنة، فالحد من السرطان لا يمكن أن يحقق بالصبار إلا إذا توقف الجسم عن تناول مسببات السرطان، ثم يستهلك الصبار ومنتوجات أخرى مع الصبار ليكون النظام متكاملا فيسهل العلاج. ولذلك فالنصائح التي تقدم للناس تكون ناقصة بدون تحديد النظام الغذائي المتكامل للعلاج. وهذا النظام لا يمكن أن يحدد إلا من طرف دوي الاختصاص في علم التغذية والطب الطبيعي، ونحن نعلم أن ليس هناك اختصاص في الطب البديل لأنه متشعب ويجمع اختصاصات كثيرة لا يمكن أن يحاط بها في تكوين واحد. واستهلاك الصبار لا ينفع مع استهلاك المواد الغذائية المصنعة واستهلاك اللحوم الدسمة وتناول كل ما من شأنه أن يحدث عدم التوازن في الجسم.
فالصبار يخفض السكر في الدم لكن مع تناول اللحوم ربما لا ينفع، وبدون حركة الجسم ومع الإرهاق والتدخين. لكن إذا استهلك في غياب اللحوم ومع نباتات أخرى كالحلبة والقرنفل والخضر الخضراء واستبدال القمح بالشعير وتناول حبوب الكتان فربما ينفع ولا يحتاج المصاب لأي شيء، وفي حالة اجتماع السكري مع ارتفاع الضغط يتغير النظام الغذائي ليشمل مكونات غذائية أخرى إضافية تخفض من ارتفاع الضغط كأوراق الزيتون البري والقرفة والثوم، وأزهار الصبار مع أوراقه، وقد تضاف بعض الطحاليب البحرية مع السدر والزيادة في كمية حبوب الكتان وتناول الخل الطبيعي كخل التفاح والعنب.
والصبار ينفع في إزالة الطفيليات من الأمعاء لكن إذا صحبته حمية تشمل عدم استهلاك الحلويات والتوقف عن استهلاك الخضر الطازجة والفواكه الطرية وتناول منتوجات النحل كالعكبر والشهد وتناول بذور القرعيات وعرق السوس وعصير أوراق الصبار، وربما تكون جذور الصبار نافعة أكثر من الأوراق في القضاء على الطفيليات. ولا ننظر إلى الطفيليات دون الأعراض الأخرى، فالعلاج يجب أن يكون متكاملا، ولذلك يجب مراعاة تجانس المنتوجات وتأثيرها إيجابيا أو سلبيا على مرض دون الآخر.
وربما يقرأ شخص هذه النصائح ثم يبدأ في محاولة لتطبيقها دون أن يأخذ بعين الاعتبار كل ما يتعلق بعلم التغذية، فلا تنفعه ثم يحبط فيقول هذا ليس علاجا وليس طبا، ولذلك فالذين يشتكون من البروستاتا مثلا ليس الصبار وحده الذي يمكن أن يحد من تضخم البروستاتا، وإنما هناك ممارسات أخرى منها الحجامة إذا كان الهرمون مرتفعا ثم الانقطاع عن تناول اللحوم واستهلاك الخضر المرة كالبصل الأحمر والثوم واللفت وبذور القرعيات وحبوب اللقاح والعكبر ثم الصبار وأزهار الصبار تفيد أكثر من الأوراق إذا وجدت.
واستعمال الصبار في الحد من السمنة يجب أن يكون في إطار نظام غذائي متكامل للحد من السمنة، وهو نظام يرتكز على الحركة وحمية خالية من الدسم واللحوم والسكريات الصناعية، وزيوت المائدة من الحبوب، وتناول الخل وحبوب الكتان وحصتين من الحجامة متباعدتين بشهر، ثم يستهلك الصبار خصوصا الأوراق بكثرة مع أوراق التين وحبوب البسباس، ولا يمكن أن يخفض الوزن بدون الانقطاع التام عن اللحوم والسكريات، ويفضل استبدال القمح بالشعير، لأن الكلوتين يزيد من حدة السمنة، ويسبب حساسية داخلية في الجسم. وشرب العسل قبل الأكل بالنسبة لأصحاب السمنة ضروري لقطع الشهية وللحد من الارتخاء والكسل بسبب الجوع.
واستعمال الصبار لتنظيم العادة الشهرية عند النساء يكون مصحوبا بعدم تناول اللحوم الدسمة والاكتفاء بلحوم السمك والدجاج الطبيعي أو البري، وتناول الكرفس وأوراق التين بكثرة، وإذا كانت أوراق التين خضراء أو طرية فهو أحسن.
ولذلك فالنصائح يجب أن تؤخذ في مجملها ليكون نظام متكامل للعلاج، أو طب متكامل للعلاج كما نسميه، وإلى حد الآن ليس هناك طريقة علاجية ناجحة تماما، وإنما هناك نسبة في العلاج فقط، وكلما كان الشخص يتناول مواد طبيعية ويبتعد عن المواد الصناعية كلما زادت نسبة العلاج، ويصعب على الطب النباتي علاج الأمراض بدون حمية وكذلك بالنسبة للطب الكيماوي. فالحمية هي أصل العلاج وتأخذ نسبة عالية في العلاج بالنسبة للأمراض المزمنة، ويلاحظ جل الناس أن العلاج لا يزال مستعصيا وثقيلا ولو بالعقاقير والكيماويات، لأن استأصال المرض لا يكون بالجراحة ولا بالكيماويات والعقاقير، ولكن بحبس السموم عن الجسم قبل الشروع في أية طريقة للعلاج، وقد نستغرب للعيادات والمستشفيات التي تضع المرضى تحت المراقبة والعلاج المكثف أو الجراحة ثم لا يكون لديها برنامج غذائي لهؤلاء المرضى، فهي تصب الماء في إناء مثقوب وتنتظر أن يمتلئ. وقد نلاحظ أن أسوأ أكل هو أكل المستشفيات والعيادات، وهذا العجز الحاصل الآن في الميدان الصحي هو الذي يجعل العلاج مستعصيا، ولن تقدر المستشفيات ولا العيادات على نهج نظام غذائي سليم للمرضى لأنه أمر صعب لكنه ليس مستحيلا. فالأمراض تختلف وتتعقد من حيث يجب أن تعطى لكل مريض وجبته الصحيحة، ولذلك يجب أن يكون المطبخ أقوى من المركب الجراحي داخل المستشفى، ولو اتبعنا هذا النهج لكان العلاج يسيرا ولارتاح الأطباء.



 الزبدة البلدية مفيدة للأطفال

 

الزبدة البلدية أو التقليدية مادة غذائية ممتازة للأطفال

 

وبما أن شبح الكوليستيرول يخيم على من يجهل علم التغذية فالنصيحة باتت منعدمة

والزبدة باتت مفقودة

بعض المنتوجات أصبحت ناذرة، وأصبح ثمنها مرتفعا لعدم وجودها في السوق، وكذلك لجودتها العالية التي يعرفها المستهلك أكثر ما يعرفها الصانع. ورغم غلائها ونذرتها لايزال إقبال الناس عليها لم يتغير، وصورتها في دهن المستهلك لم تتغير، رغم المحاولات الكثيرة والقاتلة ككل المحاولات التي تحاول مسخ وطمس المنتوج الوطني الطبيعي بدريعة الجودة والقياسات الدولية. ونتكلم عن الزبدة البلدية التي يعرفها الناس، والتي تأتي من الحليب الطازج بالتخمر التلقائي الطبيعي على حرارة عادية، وخضه إلى أن تنفصل الزبدة عن اللبن المتخمر. والزبدة البلدية منتوج غذائي هائل. وما ويميزها عن المنتوجات الدسمة الأخرى هو احتوائها على الفايتمينات الطبيعية الضرورية للأطفال على الخصوص. وما يبهر في هذا المنتوج هو كونه يحتوي على كوليستيرول أقل بكثير من كل أنواع الزبدة الصناعية. وحتى نبرر هذا القول من الناحية العلمية،  وليتذكر أولوا الألباب ممن يحذرون من الزبدة، فإن البكتيريا التي تقوم بتخمير الحليب وتسمى البكتيريا اللبنية تمتاز بخاصية إزالة الكوليستيرول من المواد الدسمة، فهي تجمع جزيئات الكوليستيرول وتشدها حولها من حيث يبطل مفعوله المضر. وقد أجرينا أبحاثا حول هذه الخاصية بالمختبر وتأكدنا منها. وبالتالي فإن السمن الذي يحضر بالزبدة البلدية يكون فيه كوليستيرول منخفضا أومنعدما بالمقارنة مع السمن المحضر من الزبدة الصناعية. وإذا كان من الممكن الرجوع إلى الزبدة البلدية بطريقتها العريقة الطبيعية، فإن الخصاص في الفايتمينات عند الأطفال يمكن ضبطه عبر التغذية وليس عبر الترقيع بإضافة هذه الفايتمينات.
والزبدة البلدية تحتوي على مكونات كابحة للجراثيم، ومنها مكون الدياسيتيل والأسيطالدهايد، وبذلك يبطل الادعاء بأن الزبدة البلدية فيها جراثيم وهو ادعاء خاطئ. ويظهر مكون الدياسيتيل كنتيجة لتأكسد الأسطوين أثناء الخض، وهي عملية أساسية بالنسبة للحصول على الزبدة. والزبدة البلدية باحتوائها على هذه المكونات ومنها حمض البيوتريك، وهو حمض من فئة أربع كاربونات، ومكون الدياسيتيل تكون من أجمل المنتوجات اللبنية وأحسنها نكهة ومذاقا، ولذلك يحبها المستهلك ويقبل على استهلاكها. وهذه المواد المنكهة الطبيعية تعجب الأطفال فيقبلون على استهلاكها، وبذلك يكونوا قد حصلوا على قدر هائل من الفايتمينات الضرورية للنمو. وأشهرها فايتمن أ وهو الفايتمن الأكثر أهمية بالنسبة للأطفال الصغار. ويمكن تزويد الصغار بالزبدة البلدية في الصباح مع تناول وجبة الفطور. والزبدة البلدية تساعد على النمو عند الأطفال وتزيد في الطول إلى جانب بعض المنتوجات الأخرى التي سنتكلم عنها فيما بعد.  
وطبعا يجب أن يكون التخمر بطريقة سليمة، وليس أي تخمر وأن يستعمل الحليب كاملا، وبجودة جيدة من الناحية الصحية، وليس استعمال القشدة أو استعمال الحليب الذي لايصلح للمنتوجات الأخرى ونذكر بطريقة الحصول على الزبدة البلدية أو التقليدية حتى لا يقع الخلط،، وتفقد النصيحة معناها، وكذلك لتفادي الغش لأن نصائحنا تمتاز بالتدقيق، وتجتنب الشبهة وتتوخى الأساس العلمي، لكي لا نترك مجالا للتشكيك أو التأويل. والزبدة التقليدية هي الزبدة المستحرجة من تخمير الحليب الطازج دون معالجة بالحرارة ودون إضافة خمائر ويترك الحليب إلا أن يتجلط ويتخثر تحت الحموضة الطبيعية ثم يخض أو بمصطلح آخر يمخض حتى تعزل حبوب الزبدة فتؤخذ باليد مباشرة وتغسل بالماء ثم تحزن تحت البرودة.

 فوائد حبوب الكتان


 

تعتبر حبوب الكتان من الحبوب الدهنية وتحتوي على كمية هائلة من حمض الألفا لينولينك الذي يعطي حمض الأوميكا3. وهذا الحمض هو الذي أصبح يستعمل في كثير من المواد الغذئية، لأغراض تجارية نظرا لأهميتة الصحية. وحبوب الكتان موجودة ومتوفرة جدا في السوق على مدار السنة، ويمكن استهلاكها بدون أي تحفظ، كما يستحسن أن تستهلك طازجة، إما مدقوقة أو مباشرة، أو ربما تضاف إلى بعض الأغذية، وهو ما ننصح به ليكون تناولها دائم ولكل أفراد العائلة، ويستحسن أن تضاف كحبوب مباشرة إلى العجين إذا كانت المرأة لا تزال تعجن خبزها. وحبوب الكثان لا يعرفها الناس كثيرا، لأنها لا تدخل في طب الأعشاب، وإنما تدخل في الطب الغذائي dietarotherapy  وهو علم جديد يستعصي على الأطباء، وعلى المعالجين بالأعشاب، لأنه يشمل طرق فقط، وليس وصفات تباع ويكسب بها الناس أموالا. والطب الغذائي يسبق الطب الكيماوي وطب الأعشاب والعلاج بالنحل لأنه هو الأساس الذي يجعل الجسم يقبل العلاج أو لا يقبله. فالسرطان مثلا لا يعالج بدون تحديد النظام الغذائي للمصاب، ولذلك نجد حالات تعالج وحالات تستعصي نظرا لما يتناوله الجسم من سموم ومسببات للسرطان.
 المزايا الصحية
تحتوي حبوب الكتان على حمض الألفا لينولينك َ ALA  alpha linolenic acid وهو الحمض الذي يتحول داخل الجسم ليعطي حمض الأوميكا 3 (Omega3) ، وبما أن هذا الحمض يكون في الزيت لأنه دهني، فاستهلاك زيت حبوب الكتان تحتوي على كمية كبيرة من حمض الأوميكا لكن الزيوت عادة ما تستخرج من الحبوب بشتى الطرق، وقد تكون مغشوشة بزيوت أخرى للكسب، ولذلك فاستهلاك حبوب الكتان يبقى أضمن وأحسن بالنسبة للمصابين الذين يحتاجون لمكون الأوميكا 3. والمتداول علميا أن حمض الأوميكا 3 يوجد في الأسماك أو الحيوانات ذات الدم البارد، ويوجد في زيوت السمك لأنه كما سيق الذكر دهني فهو يوجد على شكل ذائب في المادة الدهنية.
 يتحول حمض الألفا لينولينك  alpha linolenic acid إلى حمض الكاما لينولينك أو حمض الأوميكا 3 الذي  يساعد الجسم على مقاومة التأكسدات الداخلية ويمنع تكون التجلطات داخل الأوعية الدموية، ويحول دون نمو التورمات السرطانية. ويستقلب حمض  alpha linolenic acid إلى حمض الكاما لينولينك أوميكا 3 داخل الجسم بواسطة أنزيم  الديلتا 6 ديساتوريز  delta-6desaturase وهذا الأنزيم قد لا يوجد عند بعض الأشخاص، كما أنه قد يكون غير نشيط عند كثير من الأشخاص، أو قد يكون مثبط يعني لا يعمل كما هو الشأن بالنسبة للمصابين بالسكري، والأشخاص الذين يستهلكون كثيرا من الشحوم الحيوانية أو الكحول. وفي هذه الحالات يجب استهلاك كميات كبيرة من حبوب الكتان لتزويد الجسم بحمض الأومكا 3 ، أو استهلاك السمك بدل اللحوم، ويجب استهلاك السمك يوميا بشرط ألا يكون مشويا في  زيت المائدة، بل يجب أن يكون مطبوخا بزيت الزيتون. وقد بينت بعض الأبحاث أن استهلاك ما يعادل 50 غرام من حبوب الكتان يرفع كمية الأوميكا 3 بالدم بنسبة 60 في المائة لدى كثير من الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
 يساعد ضد الإلتهابات المؤلمة
يتحكم حمض الأوميكا 3 في تمثيل فئة 1 و3 من الروسطاكلاندين 1 and 3 prostaglandins   وهي جزيئات شبيهة بالهرمونات المزيلة للإلتهابات المؤلمة، وهو على عكس إنتاج فئة 2 من البروسطاكلاندين التي قد تسبب الألم. ونشير إلى أن هذه الفئة من البروسطاكلاندين يدخل في تمثيلها أو إنتاجها حمض الأوميكا 6 الموجود في الدهون أو الشحوم الحيوانية، وكذلك في بعض أنواع زيوت المائدة مثل زيت نوار الشمس وزيت نخيل الدوم والفول السوداني والذرة. ويلعب حمض الأومكا 3 دورا بارزا في إزالة الإلتهابات المؤلمة في كل من الربو والإلتهابات العظمية والمفصلية والروماتيزم وألام الرأس وهشاشة العظام، وهي التهابات خاصة بالدورة الدموية والعظام.
وقاية العظام
من المعلوم أن حمض الأومكا 3 يسكن آلام العظام، وذلك بخفض نسبة حمض الأومكا 6 الحيواني، وهو الذي يعطي البروسطكلاندين المسبب للألم، وهناك محاولات كثيرة لتفسير الكيفية التي يتمكن من خلالها حمض الأومكا 3 من تسكين آلم العظام. لكن المهم والثابت هو أن حمض الأوميكا 3 يقوم بحبس إنتاج البروسطكلاندين من الحمضيات الدهنية الأخرى حيث يمكن أن يتراكم ويسبب آلام في العظام.
الوقاية من أمراض القلب ومضاعفات السكري والسرطان
من خصائص حمض الأوميكا 3 القصوى، منع تكون التخترات والسدادات داخل الأوعية الدموية، وهذه التكونات الخطيرة هي التي تسبب الجلطة الفلبية والإنسدادات في الأوعية المغذية للقلب، وهي التي تسبب بعض المضاعفات الخطيرة كذلك لأصحاب السكري، ويلعب حمض الأوميكا 3 دور الملين لجدار الخلايا، لتصبح لينة وقابلة للتبادل خصوصا دخول الأنسولين عند المصابين بالسكري، ولذلك لا يرجى استهلاك الدهون الحيوانية التي تسد الخلايا، وتمنع التبادل لتتراكم البقايا داخل الأوعية وداخل الخلايا نفسها. وكلما كانت الخلايا لينة flexible كلما كان الامتصاص سهلا، بينما يقع العكس عند الأشخاص الذين يستهلكون الشحوم الحيوانية والأحماض الدهنية من نوع trans  الموجودة في المارغارين والمأكولات المشوية في الزيت. ويحمي حمض الأوميكا 3 خلايا جدار المعي الغليظ أو القولون ضد كل الطوكسينات والجذور الحرة المسببة للسرطان، ويخفض من حدة احتمال ظهور سرطان على مستوى القولون.
ويعمل حمض الأوميكا 3 على خفض نسبة الكوليستيرول بشكل ملفت للنظر، إذ أن استهلاك مقدار 20 غرام فقط من حبوب الكتان في اليوم مع الامتناع عن تناول اللحوم والقيام بحركات كالمشي، يمكن من خفض نسبة الكوليستيرول بشكل نهائي. ويعمل حمض الأوميكا 3 على توازن الكوليستيرول الثقيل والخفيف بمنع تحول الكوليستيرول الحميد إلى النوع  الخطير.
أما فيما يخص ارتفاع الضغط فإن حبوب الكتان تلعب دورا خاصا في خفض الضغط الدموي بالنسبة للعلوي والسفلي على حد سواء، وبما أن حبوب الكتان تخفض نسبة الكوليستيورول في الدم فإن الأشخاص المصابين بارتفاع الضغط مع ارتفاع نسبة الكوليستيرول، أو الشحوم في الدم قد يستفيدون من مزايا حبوب الكتان، التي تكمن في منع تصلب خلايا الأوعية الدموية وكذلك منع تكون بعض الزوائد التي تسد الأوعية، لكن يجب اجتناب الدهون الحيوانية أثناء تناول حبوب الكتان، فالطب الطبيعي يعتمد على إصلاح الخلل وليس على ترقيع الخلل، فالفرق بين الطب الطبيعي والطب الكيماوي أو التجاري هو أن هذا الأخير لا ينظر إلى جميع الأعضاء أو كل الجسم، وإنما ينظر إلى العضو المريض فقط، ولذلك فإن علاج بعض الأعضاء قد يقتل أعضاء أخرى، بمعنى أن تناول أقراص خفض الضغط ليست علاج لأنها تستعمل طول الحياة، ومع هذا الاستعمال الطويل الأمد، فإن الكلية والقلب والمعدة والأمعاء تصبح في خطر، ولذلك فكل الأشخاص المصابين بارتفاع الضغط، والذين يستعملون أقراص مخففة للدم يشتكون من المعدة والأمعاء، ومع الاستمرار في تناول الأقراص تصاب الكلية والقلب، وقد يصاب الشخص بشلل نصفي أو جلطة دماغية أو أي مرض أخر يترتب عن ارتفاع الضغط الذي لا يزال بدون علاج لأن الأقراص تخفف الدم فقط.
ولذلك فعلاج ارتفاع الضغط يجب أن يكون غذائيا وليس كيماويا، والعلاج يبدأ بخفض كمية الدهون بما في ذلك زيوت المائدة، وتناول زيت الزيتون ويجب الكف عن تناول اللحوم. ثم تناول حبوب الكتان بكمية معقولة 50 غراما يوميا أو أكثر مع الحركة وعدم القلق والإرهاق. وهذا جزء من العلاج فقط لأن هناك منتوجات أخرى تكمل وتساعد على خفض الضغط لكن لا نخرج عن موضوع خصائص حبوب الكتان، وكذلك لأن الموقع ليس لغاية تجارية.
اجتماع أمراض مختلفة في نفس الوقت
في حالة وجود أعراض مختلفة عند بعض الأشخاص وهو أمر وارد فإن العلاج يتعقد شيئا ما، ونلاحظ أن اجتماع السكري مع ارتفاع الضغط، أو اجتماع الكوليستيرول مع السمنة وارتفاع الضغط والسكري يكون عند كثير من الأشخاص، وفي هذه الحالات يبقى السكري هو الذي يحظى بالحذر والعلاج و المراقبة بينما لا يخشى الشخص من الأعراض الأخرى وهو خطأ، لأن في حالة وجود ارتفاع الضغط مع السكري فإن علاج ومراقبة ارتفاع الضغط يجب أن تكون هو الأولى، لأن السكر لا يمكن أن يضبط مع ارتفاع الضغط، ولذلك نجد أن مضاعفات السكري تزداد عند المصابين بارتفاع الضغط والسمنة والكوليستيرول. وفي هذه الحالات يجب تناول حبوب الكتان بكمية كبيرة والتوقف عن استهلاك اللحوم (كل أنواع اللحوم والبيض) والحلويات لأن فيها سكر وبيض وزيت. وحيث يتم خفض الضغط يكون تركيز السكر بالدم مضبوطا كذلك، إما بالأنسولين أو الأقراص، وربما تكون حالات لا تحتاج لأقراص إذا بقي تركيز السكر مضبوطا لمدة تفوق ستة أشهر بالنسبة للذين لا يستعملون أنسولين.
الوقاية من سرطان التدي وسرطان العظام
يحتوي الكتان على مركبات تجعى اللينيانات lignans وهي مركبات توجد كذلك في الخضر وبعض الحبوب الطبية كالحبة السوداء والخردل والحلبة والسمسم, وهي مركبات تحولها باكثيريا الأمعاء إلى مركبات أخرى شبيهة بالهرمونات تدعى الأنتيروديول والأنترولكطون Enterolactone and enterodiol  وهي مركبات في غاية الأهمية بالنسبة لحماية المرأة من سرطان التدي، وهي المركبات التي تفسر عدم الإصابة بسرطان التدي عند النباتيين، كما بينت بعض الأبحات أن تناول كمية 25 غرام يوميا من حبوب الكتان يقي من سرطان الثدي عند المرأة بعد سن اليأس، وهو السن المعرض لسرطان الثدي خصوصا إذا كانت المرأة تستعمل حبوب منع الحمل. وقد تبت أن مركبات اللينيان ترفع من مستوى الهايدروكسيستيرون2   (hydroxysterone2)  وهو الهرمون النشط والمانع لظهور سرطان الثدي. والعجيب أن الأوستروجينات الموجودة في الدم تبقى دون تغيير لأنها تساعد على بقاء العظام مكتلة من حيث لا تصاب المرأة بهشاشة العظام ومن هذه الهرمونات الأستراديول والإستيرون والإستيرون سولفات. وبتعبير أخر فإن حبوب الكثان تساعد على الضبط الهرموني عند النساء خصوصا فيما يخص مدة الدورة الشهرية وتمديد مدة النصف الثاني بعد الدورة.

ويضاف مفعول حمض الأميكا 3 إلى مفعول الضبط الهرموني بواسطة الألياف الموجودة في حبوب الكتان، ليتم منع ظهور سرطان العظام أو تسكين الألم في حالة طهوره، وقد يساعد تناول حبوب الكتان على الشفاء من سرطان العظام، لكن بوضع برنامج متكامل للعلاج يدخل فبه تناول حبوب الكتان بكمبة كافية وبطريقة منتظمة.

 لبن الخض مع الحبوب أكلة صحية

لبن الخض ويسمى كذلك باللبن البلدي من الأغذية الصحية وأهميته الغذائية تفوق الأجبان المستوردة
من أراد أن يعتني بأطفاله فعليه أن يجنبهم الحلويات والمشروبات الغازية وأن يعودهم على وجبة السيكوك الغنية بالفايتمينات والأملاح المعدنية
ينتشر اللبن المتخمر في شتى البلدان العربية على الخصوص، ويتم الحصول عليه بالطريقة التقليدية العتيدة التالية:
يفرغ الحليب الطازج بعد الحلب في آنية من خزف أو معدن، ثم تسد بقماش، أو بأي شيء يمكن أن يغطيها، وتترك هذه الآنية في ركن من الأفضل أن يكون دافئا حتى يتجبن تلقائيا، وقد تستغرق العملية من يومين إلى ثلاثة أيام، حسب الحرارة العادية التي يتم تحتها التخمر، بعد التجبن يصبح اللبن الرائب جاهزا للاستهلاك. فيتم تناوله بكله دون إزالة القشدة. ويظهر اللبن على شكل متماسك ولزج  ذو خثارة عديمة القوام، وحموضة عالية أو متوسطة، إذ يصل تركيز أيون الهايدروجين إلى حد أدناه  ( pH  4.5).
بينت الأبحاث التي أجريناها على هذا المنتوج، أن أنواع الجراثيم المسببة للتختر أو التخمر للحليب لا تختلف كثيرا باختلاف البلدان. وذلك حسب المعلومات التي تتوفر لدينا، إذ أن اللبن الرائب المصري يحتوي على الأنواع التالية
 Leuconostoc dextranicum,  Leuconostoc    cremoris Leuconostoc citrovorum,   Lactococcus lactis
بينما تقل أو تنعدم أنواع   .Lactobacillus أما اللبن الرائب  فيحتوي على الأنواع التالية :  Lactococcus lactis
وقد توجد أنواع لصنف  Lactobacillus. ورغم أن بعض الباحثين لم يعثروا على هذه الباكتيرا، فإن دورها في التخمر لا يمكن أن نتجاهله، وخصائص نوع Lactobacillus لديها خاصيات علاجية هائلة وهي المسؤولة عن خصائص ما يسمى ب probioltic.
 
ويتم تحضير اللبن المتخمر بإفراغ اللبن الرائب السالف الذكر في قربة من جلد العنز أو الغنم، ثم ينفخ فيها كي يسهل الخض، ويربط فمها بخيط كي لا يخرج الهواء ثم تعلق على الأعمدة  وتخض لمدة تتراوح بين 30 إلى 70 دقيقة تقريبا. وتستمر عملية الخض إلى أن تظهر حبيبات الزبد عائمة على سطح اللبن، حيث يضاف قليل من الماء البارد لتسهل عملية جمع الزبد باليد، أو كما تعمد بعض الناس إلى ترشيح محتوى القربة على قماش لاستخراج جميع الزبدة الموجودة فيه.
 
 يكون لبن الخض غالبا شديد الحموضية. ونجد كذلك وصفا دقيقا من طرف الباحثين المصرين حول لبن الخض في مصر، والذي يختلف باختلاف الفصول، إذ أنه يصبح لبن الزير في فصل الصيف ويفصل الشرش ليستهلك كجبن. أما الأنواع التي  تم العثور عليها في اللبن التقليدي المغربي فهي  Lactococcus  diacetylactis, Leuconostoc lactis وكذلك أنواع Leu. lactis و Leuconostoc cremoris بينما تقل أنواع الجنس Lactobacillus والتي اختلف فيها الباحثون المغاربة، لكننا تمكنا من عزل أنواع كثيرة من عينات اللبن البلدي، وك\لك عينات ألبان تم تحضيرها بالمختبر، وقد بينا أن هذه الأنواع موجودة كذلك في اللبن المغربي. وتنقسم أنواع البكتيريا اللبنية التي وجدت في لبن الخض المصري إلى مجموعة شتائية L. lactis Leu. citovorum dextranicum  Leu.   وأخرى صيفية وتضم كل من   L. casei, L. brevis L. plantarum.
تتحول مكونات الحليب أثناء التخمر إلى مكونات بجودة غذائية عالية، وتظهر بروتينات خفيفة وبيبتيدات تلعب دور الوقاية والعلاج أكثرما تلعب دور التغذية، ويحتوي الحليب على بروتينات ضخمة غير ذائبة مثل الكزيين، وبروتينات أخرى ذائبة وخفيفة أو صغيرة الوزن وهي المكونات التي يصيبها بعض التحلل لتعطي البيبتيدات النشطة التي تدخل في النظام المناعي للجسم.
 ويتحول سكر الحليب أو اللكتوز إلى سكريات بسيطة ومنها الكلوكوز والكلكطوز ويتحول السكر الأول أو الكلوكوز إلى حمض اللاكتيك بينما يبقى السكر الثاني في الحليب، والباكتيريا اللبنية لا تحلل الكلكطوز بل قد يكبحها  فتتوقف عن النمو إذا تجمع بكمية كبيرة تحت تأثير التخمر.
 وكون حمض اللكتيك هو الذي يتسبب في تجلط الحليب لأن الرقم الهايدروجيني  pH   ينخفض إلى مستوى 4.6 وهو الرقم الهايدروجيني الذي يتخثر عنده بروتيين الكزيين ليعطي اللبن الرائب أو الخثارة، وحمض اللاكتيك مطهر للجهاز الهضمي، ومبيد لكثير من باكثيريا القولون، وهناك مكونات أخرى مضادة للبكتيريا الممرضة تنتجها البكتيريا اللبنية أثناء التخمر، ويعرف حمض اللاكتيك بخاصيته المنعشة للجسم، ولذلك يعتبر لبن الخض أو اللبن المتخمر أحسن ما يمكن للإنسان أن يتناوله أتناء فصل الصيف.
 وللبكتيريا اللبنية خاصية حل حمض الفيتيك الموجود في الحبوب، ولكي تكون الاستفادة كبيرة من الحبوب يجب أن تمزج بلبن الخض وهي وجبة اعتيادية بالمغرب حيث يعمد الناس إلى تهيئ كسكس الشعير أو الذرة خصيصا  لهذه الوجبة حيث يفضل أن تكون بسميد الذرة عوض القمح وقد تكون بسميد الشعير حسب المناطق.
 وقد تساءلنا كثيرا عن أصل وطبيعة هذه الوجبة والتي تسمى بالسيكوك، وعن تقدم علم التغذية عند أجدادنا وكيف توصلوا إلى هذه الوجبة، ولما وضعنا تقاربا مع علم التغذية في الإسلام وجدنا أن أصلها من التلبينة، وأن العرب الفاتحين لبلاد المغرب العربي هم الذين أدخلوها للمغرب. وقد توصلنا عبر البحث العلمي إلى أهمية هذه الوجبة، وأنها وجبة صحية وحموية ومغذية للأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات. ومزج الحبوب مع لبن الخض هي الطريقة الوحيدة التي تجعل الجسم يستفيد من مكونات الإثنين، لأن البكتيريا اللبنية هي الباكتيريا الوحيدة التي تقدر على حل حمض الفيتيك الموجود في الحبوب والذي يشد الأملاح المعدنية التنائية كالحديد والمنغنيز والزنك والكلسيوم. وهي وجبة تساعد على علاج السرطان، وتقي من التقرحات المعدية والإمساك وانتفاخ الأمعاء، وتساعد على تجنب عسر الهضم. وتحول دون الإصابة بالأنيميا بل هي علاج الأنيميا عند النساء والأطفال. وليس هناك حمية تساعد على الحد من السمنة إلا تناول هذه الوجبة التي تغني عن اللحوم والدسم والسكريات وتحتوي على الفايتمينات والمغذيات والأملاح المعدنية.
ونوضح للذين يصابون بالإسهال لما يتناولون اللبن أو السيكوك وينزعجون وربما يرتبكون ويذهبون إلى الطبيب أن من أصابه إسهال باللبن فعليه أن يتناول اللبن ثانية وثالثة حتى ينقطع الإسهال، لأن مفعول حمض اللاكتيك أن يطهر الجسم ولما يكون الجهاز الهضمي مريضا فطبيعي أن يقع إسهال عند تناول حمض اللاكتيك.
 ويمكن حل مشكل الأنيميا بواسطة هذه الوجبة وجبات أخرى تساعد على جعل الحديد يمتص في الجسم بطريقة صحيحة وجيدة، أما إضافة الحديد إلى الطحين والزعم أن الطريقة حديثة ومدققة ومدروسة فهو كذب وبهتان. ويعتبر اللبن البلدي أحسن غذاء للمصابين بالسكري وارتفاع الضغط والكوليستيرول والسمنة. لأنه يحتوي على حمض اللكتيك الذي يعدل الحموضة في الأمعاء على مستو القولون، ويخلو من الكوليستيرول لأن البكتيريا اللبنية تشد إليها جزيئات الكوليستيرول ولا تتركها تدخل في الاستقلاب، وكذلك إزالة الزبدة ليكون المنتوج خالي من الدهون الحيوانية المشبعة. واللبن البلدي مغذي وغني بالأملاح المعدنية مثل الكلسيوم وغني بالفايتمينات خصوصا مجموعة B ويعتبر اللبن البلدي أحسن من الحليب بالنسبة للمصابين بهشاشة العظام. وعلى المصابين بالسكري الذين يتبعون الهرمي الغذائي المستورد أن يتبعوا الهرم الغذائي العربي فهو أحسن، وأن يتجنبوا جميع الأجبان إلا الكليلة العربية وأن يتناولوا اللبن البلدي إن وجدوه فهو خالي من الدسم، ويحتوي على حمض اللكتيك والفايتمينات.
 وننصح بتناول السكيوك بسميد الشعير بالنسبة للمصابين بالسكري والسمنة وارتفاع الضغط والكوليستيرول والشحوم في الدم، وبتناول السيكوك بسميد الذرة البلدية بالنسبة للمصابين بهشاشة العظام والأطفال والسيليك، ومرض كروهن، والقولون، وحذار من الذرة المستوردة، وهذه الوجبة أي وجبة السيكوك يمكن أن يتناولها الشخص في أي وقت ولو مع طعام الإفطار.  
فهذه الوجبات جد مغذية وفي غاية الأهمية وتصلح لكثير من الأعراض وسهلة التحضير ومتوفرة
هذه هي التنمية أما الهراء الإعلامي فلن يزيد الأمة إلا ضعفا وتخلفا وذلا

 الخولينجان من التوابل الصحية

الخولينجان من التوابل العادية وليس له قوة خارقة، ولا يتعدى التوابل الأخرى كالزنجبيل والقرفة والكركوم وربما يكون أقل منها بكثير.  

نبات الخولينجان وينطق في المغرب الخودنجال، وهذا النطق خاطئ لأنه يوحي باسم قريب من البادنجان، الذي ينطق خطئا كذلك بالدنجال، ويجب تصويب النطق وحفظ الكلمة، لأن الناس يحرصون على تصحيح المصطلحات الأجنبية ولا يحرصون على تحري لغة عربية صحيحة. ونلاحظ أن جل الأعشاب والخضر والفواكه مجهولة الاسم العربي، وأغلبها يحمل اسما محليا ربما يكون بالأمازيغية ونلاحظ أن الناس لا يبالون بهذه الأشياء التي تحسب علينا، فكل اللغات وضعت قاموسها للتسميات بما في ذلك اللغات الأسيوية مثل الكورية واليابانية، لكن اللغة العربية التي هي أم العلوم وأم الحضارات وأم التقدم تظل منسية ومهملة.
 
يعتبر نبات الخولنجان من التوابل الحارة والمسخنة للجسم، ويصنف هذا النبات مع الزنجبيليات وهو ليس شقيق الزنجبيل وإنما ابن عمه، لأن الخولنجان هو نوع Alpinia officinarum أما الزنجبيل فهو نوع Zingiber officinale وكلاهما ينتمي لنفس العائلة لكن الأنواع مختلفة، ويشبه الخولنجان الزنجبيل في الشكل والمذاق، ويعرف بالزنجبيل الأزرق، وربما يشتبه على الناس من حيث التشابه بينه وبين الزنجبيل. والخولنجان نبات يستعمل كما تستعمل التوابل الأخرى كالكركوم والزنجبيل والقرفة والإبزار. وليس له أية قوة خارقة في العلاج إلا خاصية التسخين التي يمتاز بها وهي خاصية لا تقتصر على الخولنجان وإنما توجد في كل التوابل الحارة، فالثابت علميا أن الخولنجان نبات عادي جدا، يستعمل لتحسين مذاق الأكل ككل التوابل الأخرى، وتناول الخولنجان في الطعام مع التوابل أو كشراب لوحده أو مع الشاي يبقى استعمال معروف منذ القدم، لكن تناول الخولنجان لغاية العلاج أو مع الأعشاب الطبية ليس إلا مبالغة وربما يكون لغاية تجارية وإشهارية. فالتوابل تعتبر أعشاب نافعة ويكون تناولها مع الطعام بطريقة اعتيادية، وليس خارج الاستعمال الغذائي، وهناك توابل أخرى لها أهمية تفوق الخولنجان كالكركوم والقرفة والزنجبيل والقرنفل لكنها لا تحظى بالإشهار المفرط.
 
وتحتوي 100 غرام من الخولنجان على أكثر من 2 غرام من الألياف الخشبية الغذائية. ويعتبر هذا النبات مصدرا كذلك للصوديوم والحديد والفايتمين A وكذلك الفايتمينC . لكن قوة الخولنجان ليست في العناصر الغذائية وإنما تكمن في الفايتوستروجينات مثل البيتاسيتوستيرول والكلنجين والإمودبن والكويرستين، وهي مركبات ضابطة لكثير من الهرمونات، وكابحة لكثير من المفاعلات مثل تأكسد الكوليستيرول، ورغم إهمال الناس لهذا النبات، فإنه يعرف بقوة في الطبخ الهندي والأندونيسي والماليزي، وهي البلدان المنتجة لهذا النبات، والتي تستعمل التوابل بكثرة، وتفضل المذاق الحار الساخن. ويوجد كذلك في الأسواق في البلدان الأوروبية، ويستعمل مع السمك ويكون دائما مصاحبا للثوم والزنجبيل.
 
وقد توجد في الأسواق عدة أشكال للخولنجان، وهو أنواع معروفة بالشكل واللون والحجم، والسائد هو الخولنجان الصغير والخولنجان الأحمر، ويكون مذاق الخولنجان مرا أو حارا بين القرفة والزنجبيل، ويستعمل لتحسين المذاق في كثير من المواد الغذائية، ولم يكن استعماله في المغرب معروفا إلا ناذرا، لكن بدأ استهلاكه في السنوات الأخيرة بشكل ملفت للنظر، إلا أن استهلاك هذه التوابل بدأ يخرج عن التغذية، لأن استهلاك الزنجبيل لم يكن معروفا وفجأة بدأ الناس يقبلون على استهلاكه خارج الاستعمال العذاي يعني مع التوابل، ثم نلاحظ كذلك أن الخولنجان كذلك بدأ يستهلك بكثرة وفي بعض الأماكن العمومية، وعصير قصب السكر وما إلى ذلك. ونذكر أن الزنجبيل لا يتعدى أن يكون مع التوابل وكذلك الخولنجان ويبقى الكركوم والقرفة على رأس قائمة التوابل، أما الزنجبيل والخولنجان فيكون مفعولهما أقل من الكركوم والقرفة.
 
يشترك الحولنجان مع التوابل في كونه يحتوي على بعض البوليفينولات والفلافونويدات التي تساعد على تسكين الألم Anti inflammatory  وتحد أو تكبح التأكسدات الداخلية وتمتص الجذور الحرة لتساعد على إزالة السموم من القولون وتنشيطه جيدا.
 
ويختوي الخولنجان على مركبات مضادة للأكسدة منها فلافونويد الجلنجين، وهي مركبات تكبح تكون الأنزيم الذي يساعد ويسهل إنتاج أوسكايد النايتريك NO، وهي الخاصية التي تتسبب في تسكين الألم. ويساعد هذا الفلافونويد كما هو الشأن بالنسبة للفلافونويدات الأخرى على خفض احتمال الإصابة بسرطان الثدي والرئة، وتعزى هذه الخاصية إلى قوة الفلافونويد في امتصاص الجذور الحرة التي ترفع نسبة التسرطن.

 الخل فوائده وكيف الحصول عليه

لقد ورد ذكر الخل في الكتاب والسنة، ولقد استعمل في الطب القديم من طرف العرب منذ زمن بعيد، وتحدث عنه الأطباء العرب والمسلمون القدماء فعددوا منافعه. ففي الأحاديث، روي مسلم في صحيحه عن جابر بن جابر بن عبد الله (ض)، أن رسول الله ص سأل أهله الإدام، فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به وجعل يأكل ويقول: "نعم الإدام الخل، نعم الإدام الخل". وفي سنن ابن ماجة عن أم سعيد رضي الله عنها، عن النبي ص قال: "نعم الإدام الخل اللهم بارك في الخل اللهم بارك في الخل، فإنه كان إدام الأنبياء قبلي، ولم يفتقر بيت فيه الخل".
مكونات الخل
نحصل علا الخل بواسطة التخمر الكحولي أولا ثم انتقال الكحول إلى حمض الأسيتيك عبر التخمر الأسيتي وتقوم الخمائر يتحويل سكر العنب إلى كحول في المرحلة الأولى بينما تقوم باكتيرا الأسيتيك في المرحلة الثانية بتحويل الكحول إلى حمض الأسيتيك. ويقع التخمر الأول أو التخمر اللاهوائي  في غياب الأوكسايجن بينما تحتاج المرحلة الثانية إلى هواء أو أوكسايجن وهو تخمر هوائي. ويصنع الخل من كل المواد التي تعطي تخمر كحولي أو خمر. ومنها العنب والتفاح والعسل والثمر. ويعتبر خل التفاح الأكثر انتشارا نظرا لسهولة إنتاجه. ونشير إلى أن خل التفاح نعني به الخل الذي يصنع من التفاح البلدي أو المحلي، وهو التفاح الذي يحتوي على مواد دابغة لاتوجد في التفاح الآخر. ويجب أن نوضح الأمور لكي لا نجعل الناس يستغلون هذه النصائح لأغراض تجارية. وهناك خل التفاح المتداول في الأسواق بكثرة وهو خل مصنع من خمر التفاح أو ما يسمى بعصير السيدر  (jus de cider) ويعتبر هذا النوع من خل التفاح من أبخس أنواع الخل لأنه ليس إلا عملية لتفاضي ضياع الخمر لما يتأكسد ويصبح غير صالح للاستهلاك كخمر حيث تتم نهويته ويحول إلى خل بدل أن يرمى.
أما الخل الأصلي الذي يصنع من التفاح من البلدي أو المحلي فهو الخل الحقيقي وهو الذي نتكلم عنه لكي لا يقع هناك خلط. فالتفاح البلدي يحتوي على كمية هائلة من المواد الدابغة التي تساعد على الحد من ارتفاع الضغط وانسداد الشرايين وتريح الجهاز الهضمي وتساعد على الهضم وتخفض الكوليستيرول والشحوم بالدم وتقي من النقرس وتساعد على مقاومة السمنة وضبط الوزن وتزيل آلام المفاصيل وتقي من الروماتزمات.
ونحن الآن في فصل التفاح البلدي أو المحلي ويمكن لكل الناس أن يحصلوا على الخل بدل أن يقع ضحية الطمع. يغسل التفاح جيدا ويجفف من ماء الغسل ثم يقطع قطع صغيرة ويملأ في آنية مضلمة من خزف أو نحاس، يرجى عدم استعمال البلاستيك لأن الخل يمتص البلاستيك نظرا لطبيعته الحامضة. ويمكن استعمال الزجاج لكن يوضع في مكان مظلم، وتدك قطع التفاح داخل الآنية حتى لا يبقى هواء ثم تسد بإحكام وتترك حتى يذوب التفاح ويصبح سائلا، حيث يصفى بثوب أو على القطن ولا يضاف الماء في أية مرحلة.
 يحتوي الخل على كميات قليلة من البروتينات كما يحتوي أيضا على الصوديوم والبوتسيوم والمنغنيزيوم والفوسفور والحديد والزنك في حين لا تتواجد به الفيتامينات. يمثل حامض الأسيتك (acide acétique) أكثر من 4 %  من الخل. وهو المكون الأساسي للخل وربما يمثل المكون الأكثر أهمية للخل بالإضافة إلى مكونات أخرى تختلف حسب المواد التي يصنع منها الخل.
التركيبة الكيميائية للخل
 في كل 100 غ من الخل نجد:
الطاقة (Kcal)
24
الصوديوم (ملغم)
20
الماء (غ)
93
المغنيزيوم (ملغم)
20
البروتين (غ)
0.2
الفوسفور  (ملغم)
25
السكريات (غ)
0.6
البوتاسيوم (ملغم)
90
الحديد (ملغرام)
0.5
الكالسيوم   (ملغم)
15
فوائد الخل
كتب ابن سينا في كتابه المشهور "القانون في الطب" أن الخل عامل قوي للتخثر إذا وضع على جرح خارجي، فإنه يوقف النزيف ويقي من سيلان الدم.
-         يساعد ويعين على الهضم، فاتح للشهية.
-    يتدخل بسرعة في الحروق: ولتجنب حدوث فقاعات الحرق  يدهن مكان الحرق بالخل، ويفعل ذلك أيضا للحروق الشمسية.
-         لآلام الرأس الناجمة عن الحرارة.
-         ينفع من وجع الأسنان ويقوي اللثة.
-         علاج التسمم بالمواد القاعدية
-         خفض درجة الحرارة (الحمى) بوضع فوطة باردة مبللة بالماء والخل.
-    تهدئة الآلام التي يسببها التهاب المفاصل الروماتيزي  بوضع ضمادات مبللة بالخل فوق المنطقة المؤلمة.
-    معالجة لسع الحشرات وذلك بوضع كمية متساوية من الملح والخل فوق اللسعة لتسكين الألم والوقاية من الالتهاب (خاصية مضاد الالتهاب)
- يخفض ضعط الدم
- يحول دون التهاب الأمعاء
- يساعد على التخلص من السمنة
- يساعد عل الحد من الربو
- يساعد على إزالة الحصى من المرارة
- يحول دون تكون النقرس
-  يزيل الكوليستيرول والشحوم من الدم
 يقال إن خل التفاح أحسن أنواع الخل، إذ أن له أهمية كبرى في جعل خلايا الجسم بحالة جيدة، وفي تعزيز مقاومة الجسم للكثير من الأسواء التي تهدده.
يعرف خل التفاح بقدرته على علاج الكثير من الأمراض نذكر منها:
-           التهاب الأنف  Rhinite ، والربو (Asthme) وكذا اضطرابات الأمعاء.
-     حالات الإسهال الخفيف: عن طريقه يستطيع الجسم التخلص من مواد مضرة تخترق جهازه الهضمي.
يساعد الخل في علاج الإسهال بجرعة ملعقة حتى ملعقتين مع كأس ماء مغلى أو معدني عدة مرات في اليوم.
و للخل دور في تطهير الفم واللثة والأمعاء من الجراثيم, وذلك بإضافة ملعقة كبيرة من خل التفاح في كاس من الماء صباحا ومساء.